خلق الله تعالى الإنسان وكرَّمه، فجعله مسؤولًا أمام الله تعالى وأمام نفسه وغيره، وهو تكريم يفضي إلى استقرار الحياة والعيش فيها وَفق المنهج الذي أراده ربُنا سبحانه وتعالى، وغرض هذا البحث بيانُ ما تضمنه…
الأبحاث والدراسات
-
-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد:
فقد تفشى الجهل بين المسلمين، وانصرف غالب الناس عن تلقّي القرآن الكريم مشافهة، وهناك بعض الكلمات في القرآن قد تقرأ على وجه غير صحيح، فأحببت أن أنبّه عليها، ولا أدعو في ذلك إلى إعادة كتابة القرآن حسب قواعد الإملاء المعروفة الآن، فقد اختلفت مجامع اللغة العربية في قواعد الكتابة، ولا مُشاحة في الاصطلاح. وليس من لوازم الحِفَاظ على الرسم العثماني قراءة القرآن بشكل غير صحي -
الفاصلة القرآنية: كلمةُ آخرِ الآيةِ كقافيةِ الشِّعر وسَجْعَةِ النَّثرِ، يَقعُ بها إفهامُ المعاني.
والفاصلةُ: هي الكلامُ المنفصلُ عمَّا بعدهُ، والكلامُ المنفصلُ قد يكونُ رأسَ آيةٍ وغيرَ رأسِ آيةٍ، وكذا الفواصلُ تكونُ رأسَ آيةٍ وغيرَها، وكلُّ رأسِ آيةٍ فاصلةٌ، وليسَ كلُّ فاصلةٍ رأسَ آيةٍ.
ولمعرفةِ الفواصِل طريقين: السَّماعُ والقياسُ.
فمَا وَقَفَ عليه ﷺ دائماً تحقَّقنا أنـَّه فاصلة، وما وَصَلَهُ دائماً تحقَّقنا أنه ليس بفاصلة، وما وَقَفَ عليه مرَّةً ووَصَلَهُ أُخرَى احتَمَلَ الوقفُ أنْ يكونَ لتعريفِ الفاصلةِ، أو لِتَعريفِ الوقفِ التَّامِّ، أو للاستراحةِ. والوَصلُ أنْ يكونَ غيرَ فاصلةٍ، أو فاصلةً وصَلَها لتَقَدُّم تعريفها أو علَى الأصلِ، فحَصَل التَّردُّدُ، وحينئَذٍ احتيج إلى القياسِ -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين.
وبعد:
عندما تطورت المناهج التاريخية واللغوية تطوراً كبيراً في أوروبا، وخصوصاً في ألمانيا، إبان القرن التاسع عشر.
وبعد أن طبقوا منهجية النقد التاريخي على الآداب اليونانية والرومانية، وخرجوا بنتائج باهرة.
قالوا: لماذا لا نطبقها على النصوص الدينية؟
فهي أيضاً مشكلة من حروف وألفاظ، وجمل وعبارات، ومرتبطة بظروفها وعصرها.
لذلك بدأوا يطبقونها على التوراة والإنجيل، أو العهد القديم والعهد الجديد، وفوجئوا بأشياء عجيبة لم تكن تخطر لهم على بال. -
يعد خافياً على أحد أنّ منطقتنا العربيّة تمرّ بأصعب مراحلها اليوم، فَبَعد أنْ تكوّنت الجمهوريّات والدول المستقلّة عن وصاية المستعمِر، بُعيد الاستقلال وجلاء المستعمر عن أرضنا العربيّة، دخلت أمّتنا في دوّامة عميقة من التجاذبات السياسيّة في تشكيل ما سُمِّي بالعقد السياسيّ بين السلطة والشعب، والذي انتهت بحكومات سعت لتأبيد السلطة وتوريثها، ونَخَرَ الفساد في كلّ أجهزتها، فلا يحقّ لأحد أن يقول لها: كيف؟ ولماذا؟ ومن أين؟
وجدنا أنفسنا كشعوب عربية في جمهوريّات وراثيّة، وديمقراطيّة شكليّة صوريّة يحصل فيها المرشّح الوحيد عللمى نتيجة تصل إلى 99.99 % ودساتيرَ وهميةٍ، تُفصَّل على مقاس الحاكم وبأمره، وإعلامٍ زائف يعمل على تخدير الشعوب، والتسبيح بحمد الطاغية، ولم تكن محاكم الظَّلَمة تعرف وزنًاً لشيء من القيم السياسيّة، وتوحّشت الأجهزة الأمنيّة في قمع المعارضة، وممارسةِ أبشع صور الإرهاب على الشعوب، ومع هذا كان هناك استقرار أمنيّ نسبيّ دفع ببعضهم إلى أن يقبّلوا أياديهم حمدًا لله على هذه النعمة المسداة من الحاكم، ويطلبوا من الشعب الصبر على ما هم عليه من ظلم وجَور واستبداد، وعاشت الجماهير حِقبة من الزمن تَقْبَل بمقايضة الحريّة مقابل الأمن والحياة، ولم يعلموا أنّ مهادنة الاستبداد السياسيّ هو معركة مؤجّلة توشك أن تنفجر بأية لحظة