الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد:
فقد تفشى الجهل بين المسلمين، وانصرف غالب الناس عن تلقّي القرآن الكريم مشافهة، وهناك بعض الكلمات في القرآن قد تقرأ على وجه غير صحيح، فأحببت أن أنبّه عليها، ولا أدعو في ذلك إلى إعادة كتابة القرآن حسب قواعد الإملاء المعروفة الآن، فقد اختلفت مجامع اللغة العربية في قواعد الكتابة، ولا مُشاحة في الاصطلاح. وليس من لوازم الحِفَاظ على الرسم العثماني قراءة القرآن بشكل غير صحي
د. حذيفة عكاش
-
-
الفاصلة القرآنية: كلمةُ آخرِ الآيةِ كقافيةِ الشِّعر وسَجْعَةِ النَّثرِ، يَقعُ بها إفهامُ المعاني.
والفاصلةُ: هي الكلامُ المنفصلُ عمَّا بعدهُ، والكلامُ المنفصلُ قد يكونُ رأسَ آيةٍ وغيرَ رأسِ آيةٍ، وكذا الفواصلُ تكونُ رأسَ آيةٍ وغيرَها، وكلُّ رأسِ آيةٍ فاصلةٌ، وليسَ كلُّ فاصلةٍ رأسَ آيةٍ.
ولمعرفةِ الفواصِل طريقين: السَّماعُ والقياسُ.
فمَا وَقَفَ عليه ﷺ دائماً تحقَّقنا أنـَّه فاصلة، وما وَصَلَهُ دائماً تحقَّقنا أنه ليس بفاصلة، وما وَقَفَ عليه مرَّةً ووَصَلَهُ أُخرَى احتَمَلَ الوقفُ أنْ يكونَ لتعريفِ الفاصلةِ، أو لِتَعريفِ الوقفِ التَّامِّ، أو للاستراحةِ. والوَصلُ أنْ يكونَ غيرَ فاصلةٍ، أو فاصلةً وصَلَها لتَقَدُّم تعريفها أو علَى الأصلِ، فحَصَل التَّردُّدُ، وحينئَذٍ احتيج إلى القياسِ -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين.
وبعد:
عندما تطورت المناهج التاريخية واللغوية تطوراً كبيراً في أوروبا، وخصوصاً في ألمانيا، إبان القرن التاسع عشر.
وبعد أن طبقوا منهجية النقد التاريخي على الآداب اليونانية والرومانية، وخرجوا بنتائج باهرة.
قالوا: لماذا لا نطبقها على النصوص الدينية؟
فهي أيضاً مشكلة من حروف وألفاظ، وجمل وعبارات، ومرتبطة بظروفها وعصرها.
لذلك بدأوا يطبقونها على التوراة والإنجيل، أو العهد القديم والعهد الجديد، وفوجئوا بأشياء عجيبة لم تكن تخطر لهم على بال. -
يعد خافياً على أحد أنّ منطقتنا العربيّة تمرّ بأصعب مراحلها اليوم، فَبَعد أنْ تكوّنت الجمهوريّات والدول المستقلّة عن وصاية المستعمِر، بُعيد الاستقلال وجلاء المستعمر عن أرضنا العربيّة، دخلت أمّتنا في دوّامة عميقة من التجاذبات السياسيّة في تشكيل ما سُمِّي بالعقد السياسيّ بين السلطة والشعب، والذي انتهت بحكومات سعت لتأبيد السلطة وتوريثها، ونَخَرَ الفساد في كلّ أجهزتها، فلا يحقّ لأحد أن يقول لها: كيف؟ ولماذا؟ ومن أين؟
وجدنا أنفسنا كشعوب عربية في جمهوريّات وراثيّة، وديمقراطيّة شكليّة صوريّة يحصل فيها المرشّح الوحيد عللمى نتيجة تصل إلى 99.99 % ودساتيرَ وهميةٍ، تُفصَّل على مقاس الحاكم وبأمره، وإعلامٍ زائف يعمل على تخدير الشعوب، والتسبيح بحمد الطاغية، ولم تكن محاكم الظَّلَمة تعرف وزنًاً لشيء من القيم السياسيّة، وتوحّشت الأجهزة الأمنيّة في قمع المعارضة، وممارسةِ أبشع صور الإرهاب على الشعوب، ومع هذا كان هناك استقرار أمنيّ نسبيّ دفع ببعضهم إلى أن يقبّلوا أياديهم حمدًا لله على هذه النعمة المسداة من الحاكم، ويطلبوا من الشعب الصبر على ما هم عليه من ظلم وجَور واستبداد، وعاشت الجماهير حِقبة من الزمن تَقْبَل بمقايضة الحريّة مقابل الأمن والحياة، ولم يعلموا أنّ مهادنة الاستبداد السياسيّ هو معركة مؤجّلة توشك أن تنفجر بأية لحظة -
كثيراً ما نسمع من بعض الفضلاء أنّ الإسلام جاء بتعاليم لمرافق الحياة كلّها، فهو نظام شامل، وهذا حقّ لا ريب فيه، ونسمع أنّ كلّ شيء مذكورٌ في القرآن الكريم، ففيه علم الأوّلين والآخرين، وفيه…
-
ما زال كثير من نخبنا العربية من الإسلاميين المنحدرين من خلفية يسارية
أو من التوجه الإسلامي الصرف، مولعون بنقد الحداثة أو الرأسمالية أو
(الحضارة الغربية) بين قوسين، وهو ترف فكري لم يعد له كبير فائدة في
أيامنا، لأن هذا الخطاب استفرغ أغراضَه وأدّى دورَه، فلم تعد الأكثرية
مبهورة بالغرب كما كانت في بداية القرن الماضي، فالكتابات الإسلامية
في بداية القرن الماضي كانت دواء لتخفيف حالة الانبهار بالغرب أمام
تخلّف دولنا، لكن هل من الصواب الاستمرار بهذه الاستراتيجية (التركيز
على نقد الحداثة) إلى ما لا نهاية؟ أما آن لنا أن ننتقل إلى خطوة ثانية؟ -
جمعنا من عدة أيام مجلسٌ مع أحد رموز الحركة والفكر الإسلامي، ودار
الحديث بمواضيع متعددة، وكان يُصرّح بآراء جريئةٍ ومفيدةٍ للساحة، لكنها
تخالف السائد المعهود، فقلتُ له: سيدي لماذا لا تُعلن ذلك؟ قال: أنا أقولها هنا،
وأنا خائف! -
يوم الخميس 11 يوليو 2019م استضافت صفحة عمران على فيس بوك الدكتور حذيفة عكاش
مدير مؤسسة رؤية للثقافة والإعلام (يمكنكم متابعة تسجيل اللقاء من هنا) للحديث عن المشاريع
الفكرية وكيف تساهم في النهضة؟
تعاني الأمة الإسلامية من مشاكل في عدة جوانب منها الفكر، ويسعدنا استضافة الدكتور حذيفة
عكاش متخصص في الفكر الإسلامي وبفضل من الله هو مؤسس لرؤية للثقافة والإعلام وهي
مؤسسة فكرية إعلامية تُعنى بتحرير المعارف الإسلامية وتمكينها كثقافةٍ معيشة تحفظ هوية الأمة
وسلامة الوطن، وهذه المؤسسة تحت إشراف الدكتور عبد الكريم بكار. -
ما زلتُ أذكر أستاذي الذي أشرف عليّ في مرحلة الماجستير، جزاه الله عني كل خير، عندما
أمسك بإحدى خطط البحث المقترحة للماجستير: (الخطة: عبارة عن فهرس مبدئيٍ للبحث الذي
ينوي الباحث كتابته)، وكانت وقتها حوالي سبع صفحات A4، قرأ الخطة ثم أشار إلى جزء
صغير فيها (عدة أسطر) وقال: "هنا عملك!" يقصد: هنا العمل الحقيقي، والباقي تكرار لمن
سبقك. -
نعم عندما يتحول طالب العلم إلى شيخ بزِيٍ معيّن، ينتظر من الناس الاحترام والتبجيل،
والدعوات للولائم والعطايا، والتصدُّر بالمجالس والمدح والذِّكْر الحسن.. ويشكو انتشار قلة
الأدب، ويتباكى على زمان الأدب.