كثيراً ما نسمع من بعض الفضلاء أنّ الإسلام جاء بتعاليم لمرافق الحياة كلّها، فهو نظام شامل، وهذا حقّ لا ريب فيه، ونسمع أنّ كلّ شيء مذكورٌ في القرآن الكريم، ففيه علم الأوّلين والآخرين، وفيه…
المكتبة
-
-
ما زال كثير من نخبنا العربية من الإسلاميين المنحدرين من خلفية يسارية
أو من التوجه الإسلامي الصرف، مولعون بنقد الحداثة أو الرأسمالية أو
(الحضارة الغربية) بين قوسين، وهو ترف فكري لم يعد له كبير فائدة في
أيامنا، لأن هذا الخطاب استفرغ أغراضَه وأدّى دورَه، فلم تعد الأكثرية
مبهورة بالغرب كما كانت في بداية القرن الماضي، فالكتابات الإسلامية
في بداية القرن الماضي كانت دواء لتخفيف حالة الانبهار بالغرب أمام
تخلّف دولنا، لكن هل من الصواب الاستمرار بهذه الاستراتيجية (التركيز
على نقد الحداثة) إلى ما لا نهاية؟ أما آن لنا أن ننتقل إلى خطوة ثانية؟ -
جمعنا من عدة أيام مجلسٌ مع أحد رموز الحركة والفكر الإسلامي، ودار
الحديث بمواضيع متعددة، وكان يُصرّح بآراء جريئةٍ ومفيدةٍ للساحة، لكنها
تخالف السائد المعهود، فقلتُ له: سيدي لماذا لا تُعلن ذلك؟ قال: أنا أقولها هنا،
وأنا خائف! -
يوم الخميس 11 يوليو 2019م استضافت صفحة عمران على فيس بوك الدكتور حذيفة عكاش
مدير مؤسسة رؤية للثقافة والإعلام (يمكنكم متابعة تسجيل اللقاء من هنا) للحديث عن المشاريع
الفكرية وكيف تساهم في النهضة؟
تعاني الأمة الإسلامية من مشاكل في عدة جوانب منها الفكر، ويسعدنا استضافة الدكتور حذيفة
عكاش متخصص في الفكر الإسلامي وبفضل من الله هو مؤسس لرؤية للثقافة والإعلام وهي
مؤسسة فكرية إعلامية تُعنى بتحرير المعارف الإسلامية وتمكينها كثقافةٍ معيشة تحفظ هوية الأمة
وسلامة الوطن، وهذه المؤسسة تحت إشراف الدكتور عبد الكريم بكار. -
ما زلتُ أذكر أستاذي الذي أشرف عليّ في مرحلة الماجستير، جزاه الله عني كل خير، عندما
أمسك بإحدى خطط البحث المقترحة للماجستير: (الخطة: عبارة عن فهرس مبدئيٍ للبحث الذي
ينوي الباحث كتابته)، وكانت وقتها حوالي سبع صفحات A4، قرأ الخطة ثم أشار إلى جزء
صغير فيها (عدة أسطر) وقال: "هنا عملك!" يقصد: هنا العمل الحقيقي، والباقي تكرار لمن
سبقك. -
نعم عندما يتحول طالب العلم إلى شيخ بزِيٍ معيّن، ينتظر من الناس الاحترام والتبجيل،
والدعوات للولائم والعطايا، والتصدُّر بالمجالس والمدح والذِّكْر الحسن.. ويشكو انتشار قلة
الأدب، ويتباكى على زمان الأدب. -
لا شكّ أن الحركة بركة، والعمل واجب وأن الإيمان لا ينفع ما لم يُشفع بالعمل
الصالح، وأنّ التنظير يبقى كلاماً ما لم يُترجم إلى واقع ملموس.
ولا ريب أنّ بعض الكُتّاب والمفكرين يجلسون في بروج عاجيّة ويخاطبون الناس
من علٍ، دون ملامسة لهمومهم ودون اكتراث بمعاناتهم؛ فلا يتألّمون لآلام الناس،
ولا يحلمون بآمالهم. -
الجمود الفكري والعلمي والاجتهادي أحد أسباب تخلفنا وحتى تنهض أمتنا من
جديد لا بد من كسر قيد الجمود.
ولكي نتخلّص من الجمود وندخل في التجديد والاجتهاد المطلوب علينا أن نقوم
بالخطوات الأربعة الآتيّة: -
في البداية دعونا نعترف أنّ موافقة حزب العدالة والتنمية المغربيّ
على التطبيع مع إسرائيل كان خطأ كبيراً، ينبغي تنزّه حزب العدالة
منه، وقد خسر من رصيده الكثير، بل ربما تكون غلطته هذه هي
التي ستطيح به (أقول: ربما)، فيكونون -حاشاهم-كمنديل يُرمى في
سلّة المهملات عند اتساخه، وانتهائه من مهمّته. -
كثر الحديث في أيامنا عن التجديد الإسلاميّ، وكثر التساؤل عن ضوابطه وملامحه
وتأييده، والقول بوجوبه وضرورته، وبالمقابل الريبة منه والتشكيك فيه وبدعاته،
فهل ديننا يحتاج حداثة أو تحديثاً أو تجديداً أصلاً؟!