لا شكّ أن الحركة بركة، والعمل واجب وأن الإيمان لا ينفع ما لم يُشفع بالعمل
الصالح، وأنّ التنظير يبقى كلاماً ما لم يُترجم إلى واقع ملموس.
ولا ريب أنّ بعض الكُتّاب والمفكرين يجلسون في بروج عاجيّة ويخاطبون الناس
من علٍ، دون ملامسة لهمومهم ودون اكتراث بمعاناتهم؛ فلا يتألّمون لآلام الناس،
ولا يحلمون بآمالهم.
د. حذيفة عكاش
-
-
الجمود الفكري والعلمي والاجتهادي أحد أسباب تخلفنا وحتى تنهض أمتنا من
جديد لا بد من كسر قيد الجمود.
ولكي نتخلّص من الجمود وندخل في التجديد والاجتهاد المطلوب علينا أن نقوم
بالخطوات الأربعة الآتيّة: -
في البداية دعونا نعترف أنّ موافقة حزب العدالة والتنمية المغربيّ
على التطبيع مع إسرائيل كان خطأ كبيراً، ينبغي تنزّه حزب العدالة
منه، وقد خسر من رصيده الكثير، بل ربما تكون غلطته هذه هي
التي ستطيح به (أقول: ربما)، فيكونون -حاشاهم-كمنديل يُرمى في
سلّة المهملات عند اتساخه، وانتهائه من مهمّته. -
كثر الحديث في أيامنا عن التجديد الإسلاميّ، وكثر التساؤل عن ضوابطه وملامحه
وتأييده، والقول بوجوبه وضرورته، وبالمقابل الريبة منه والتشكيك فيه وبدعاته،
فهل ديننا يحتاج حداثة أو تحديثاً أو تجديداً أصلاً؟! -
ثلاث محطات على طريق الهجرة النبوية المباركة كانت قد بلغت من الخطورة
حدّها الأقصى، المحطّة الأولى كانت في ذلك البيت المتواضع الذي أحاطت به
سيوف القبائل، ولم يكن في داخله إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن
عمه الفتى المضحّي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبالمنظور المادّي
كانت فرص النجاة معدومة، بيد أن النبيّ خرج من بينهم دون أن يشعر به
أحد، ولم ينتبهوا إلا على خيبتهم وخيبة من أرسلهم، ولم ينج النبيّ فقط بل
نجا علي أيضا الذي كان قد نام بفراش النبي ليوهمهم أنه هو النبي وأنه ما
زال تحت أنظارهم! ففوجئوا به، لكن الله صرفهم عنه ولم يدر في خلدهم
التفكير بالانتقام منه وهو بين أيديهم وتحت سيوفهم! -
قبل أيام جمعتنا ندوة علمية تحدَّث فيها أحد الأساتذة الفضلاء، وكانت عبارةعن تطواف في تاريخنا الإسلامي بمسحة إيمانية ووعظية ظاهرة، وكانتالفكرة المحورية التي يدور حولها المتحدث أن أجدادنا أنجزوا ما أنجزوا منفتوحات وانتصارات بسبب…
-
ليس في المريخ إلحاد، غير أن للعنوان قصة تحكي تاريخاً من الصراع بين الإيمان والإلحاد،
والذي بدأت بوادر عودته اليوم بأشكال مختلفة. -
أكتب هذه المقالة من مدينة مراكش في زيارتي الثالثة للمملكة المغربية، والتي حاولت فيها أن
أستمع لشهادات مختلفة عن التجربة الإسلامية في هذا البلد العريق والمتميّز بثقافته الجامعة بين
أصالة (أمير المؤمنين) وحداثة (النظام الديمقراطي)، مع مسحة حضاريّة ملموسة في السلوك
والتعامل اليومي ومفردات التعبير البياني والعمراني. -
بتصريحات أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي بأسم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بداعش، والتي جاءت بعنوان (عذراً أميرالقاعدة)، والتي اعترف فيها صراحة بأنه ودولته كانا ملتزمين بتوجيهات شيوخ
القاعدة القاضية بعدم التعرض لإيران ومصالحها، وبذلك (نَعِم الروافض في إيران وخطوط إمدادها -
من المشهور بين الناس أننا نقرأ التاريخ من أجل الاستفادة من عظاته ودروسه، وحتى نتمكن من
مقارنة أحوالنا بأحوال من سبقنا؛ فنزداد بصيرة وخبرة بما يجب أن نفعله، وبما يجب أن نتركه،
وهذا المشهور لا شكّ في صحته، وإن كان من يستفيد من عبر التاريخ دائمًا قلة؛ لكن هناك لفهم
التاريخ ووعي معطياته فوائد أخرى مهمة، في مسائل التربية والإبداع، والتجديد، واستشراف
المستقبل،المستقبل، والتعمق في فهم