الجهاد مثله مثل بقيّة مبادئ وتعاليم الإسلام، كالعدل والشورى والكرامة والأمانة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يستخلص فهمه من السياق العام للوحي الرساليّ بجانبيه؛ القرآنيّ والسننيّ، ولا يمكن تعريفه أو تفصيله بطريقة انتقائيّة لبعض النصوص، وسحبها من سياقها، أو تضخيم مدلولها على حساب مقارباتها ومفسراتها النصّيّة والعمليّة.
المكتبة
-
-
قال تعالى في كتابه العزيز: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيّة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ/ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيّ وَلَا نَصِيرٍ / أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ).
-
يتصدّر الإسلاميّون طليعة المطالبين بالتغيير والإصلاح السياسيّ، منذ مائة عامٍ
تقريباً، بطرقٍ عديدةٍ، وتيّاراتٍ كثيرةٍ، متوافقةٍ ومتباينةٍ، بل ومتحاربةٍ أيضاً،
فينهج الإخوان نهج ما بات يعرف بـ (الإسلام السياسيّ)، أي الوصول للسلطة عن
طريق قواعد اللعبة الديمقراطيّة والانتخابيّة المعاصرة، مع احتفاظهم بالمطالبة
بسقف مرجعيّ دستوريّ، يعبّرون عنه بأنّه دولة مدنيّة بمرجعيّة إسلاميّة. -
أكتب هذه المقالة من مدينة مراكش في زيارتي الثالثة للمملكة المغربية، والتي حاولت فيها أن
أستمع لشهادات مختلفة عن التجربة الإسلامية في هذا البلد العريق والمتميّز بثقافته الجامعة بين
أصالة (أمير المؤمنين) وحداثة (النظام الديمقراطي)، مع مسحة حضاريّة ملموسة في السلوك
والتعامل اليومي ومفردات التعبير البياني والعمراني. -
لماذا اجتاحوا فسطاط المسلمين؟ ولماذا لا تنزل الطير الأبابيل؟
على شواطئ البحار الهادرة، وعلى وقع صدمات الأمواج العاتيّة، ومع كل محنةٍ تحاصر جزءاً من جغرافيّة المسلمين، فتوقع أبناءها بين قتيل وجريح ومُهجَّر، ووطن مدمَّر، ودولةٍ فاشلة، تتصاعد الأصوات من الحناجر المبحوحة:
لماذا لم ينصرنا الله؟ لماذا سقطت كابول وبغداد وصنعاء ؟ -
تعرّف المشكلة بأنّها: كلّ موقف غير معهود، لا يكفي لحلّهِ الخبرات السابقة والسلوك المألوف، وهي عائق في سبيل هدف منشود.
ولأنّ الإنسان يتعرّض في حياته للعديد من الأحداث، والمواقف الجديدة، يعدّ تعرّضه للمشاكل أمراً بدهيّاً، وهذا ما ينبغي علينا أن نوطّن أنفسنا عليه، فلا أعلم أنّ إنساناً ما عاش حياته بدون التعرّض للمشاكل أو التحدّيات في حياته.