من المشهور بين الناس أننا نقرأ التاريخ من أجل الاستفادة من عظاته ودروسه، وحتى نتمكن من
مقارنة أحوالنا بأحوال من سبقنا؛ فنزداد بصيرة وخبرة بما يجب أن نفعله، وبما يجب أن نتركه،
وهذا المشهور لا شكّ في صحته، وإن كان من يستفيد من عبر التاريخ دائمًا قلة؛ لكن هناك لفهم
التاريخ ووعي معطياته فوائد أخرى مهمة، في مسائل التربية والإبداع، والتجديد، واستشراف
المستقبل،المستقبل، والتعمق في فهم
المقالات
-
-
يبدو أن نجاح الفرد السوري وفشل من يتصدون لقيادته، من الأمور التي يشهد التاريخ
بتكرارها؛ ولا تشكل الثورةالسورية المجيدة أي استثناء في هذا.
إن ما قدمه السوريون من تضحيات وما تحملوه من أذى من أجل كرامتهم وحريتهم يشكل
نبراسا للأجيال القادمة على امتداد العالم! -
الثورة، هي نوع من انفجار النظام السياسيّ القائم، حين يفقد شرعيّته
وصلاحيّته، بسبب ما يرتكبه من فضائح وجرائم تفوق طاقة
المواطنين على التحمّل. -
الخلاف السنيّ الشيعيّ قديم وعميق ومتوسّع، عقديّ وتاريخيّ
وجغرافيّ وقوميّ وسياسيّ، يلبس من كلّ مرحلة من ثيابها ما
يناسبها. -
بشكل شبه دائم نلتقي بوجوه العمل الإسلاميّ، من العالم العربيّ،
بخاصّة بعد مطاردة الثورة المضادّة لهم، واضطرارهم للهجرة إلى
تركيّا، أو أولئك الذين نرصد أفكارهم وتنظيرهم على مواقع
التواصل الاجتماعيّ، ولا يخفى كم لهؤلاء من فضلٍ وسابقة في
بذلهم الكثير من جهودهم ومقدراتهم، بل ومن حياتهم وأمنهم في
سبيل تخليص مجتمعاتهم من غوائل المستبدّين والانقلابيّين
والطائفيّين، مع ما تكبر فيهم من همّة وتفانٍ وقدرة على الحشد
والتأثير، ورغبة في البذل والتضحية، بقدر ما ترى عند الكثير من
نمطيّة مكرّر،ة وأفكارٍ معلّبة كانت سبباً ذاتيّاً في إرهاقهم، وتعطيل
مشاريعهم في بلادهم، عدا عن الأسباب الموضوعيّة الكثيرة التي تقع
على عاتق المستبدّين والظالمين وأجهزتهم المخابراتيّة. -
لا تخفى على البصير أهميّة الإصلاح الفكريّ، من تشخيصٍ نقدٍ،
ومعالجةٍ وتخطيطٍ وتنظيرٍ، وضرورة رسم الصورة المستقبليّة
لمسيرة الأمّة، وهي في طريق تلمّسها سبل الخلاص، ولا يعاب على
أحدٍ أن يبدع في نظريّاته، وتخطيطه لمراقي الفلاح، ومعارج الأمم،
للتقدّم والرقيّ، فذلك كلّه مطلوب بإلحاح.. -
هذه حقيقةٌ يعيشها المسلمون اليوم، بين نبلِ الشعارات، وصفاءِ
النيّات، وعظيم التضحيات من جانب، وبين الناتج المحدود،
والجدوى المختزلة لتلك التضحيّات، والعمل المضني، بعد عقودٍ من
الكفاح للإصلاح والتغيير. -
ليس المقصود بهذا المقال التزلّف للغرب، كما يشاع عند أيّ حديث عن
الديمقراطيّة.
ولكنّ المقصود هو إعادة النظر في طريقة تعاطينا النمطيّ المجتزأ مع
الأفكار والمنظومات السياسيّة ذات المنشأ الغربيّ، إن صحّ التعبير،
وبخاصّة بعد هذه الخسارات الكبرى التي نكبت بها الحركات الاسلاميّة، إن
كانت هذه النكبات لظروفٍ موضوعيّة، أو لعوامل ذاتيّة، وهي الأكثر
خطورة لتعقّد التحليل والعلاج. -
السياسيّة) ولا تنتمي إلى التحليل الفلسفيّ، ولذلك
لن نذهب إلى تأصيل (معنى إسلاميّ) أو (علمانيّ)، وإنّما سنستخدم المعنى الشائع
بين الناس. -
لم يعد خافياً على منتسبي (الربيع العربيّ) خطورة التنظيمات
التكفيريّة التي هي أشبه ما تكون -أو هي حقيقةً- بالعبوّات الناسفة
التي انفجرت في وجه ثورة الحريّة والكرامة، فكانت الألغام التي
بترت أقدام الثائرين، والعصا الغليظة التي دقّتهم على جماجمهم
غدراً وبغياً، ومعلوم ماجرّ التنظيم الباطنيّ المسمّى (تنظيم الدولة)
على المنطقة من كوارث، ليس أقلَّها التدميرُ والتهجير، بل تتجاوز
لزرع الشكوك في قدرة وفعاليّة أيّ مشروع إسلاميّ مستقبليّ، لو لم
يحفظ من إسلاميّته إلا الاسم أو الشعار، وذلك لما ورَّثه هذا التنظيم
الضالّ في الفكر والسلوك لغيره من مكوّنات المجتمع المسلم،
ولكن الذي يخفى على كثيرٍ حتّى الآن أنّ هناك نوعاً من المفخّخات
والعبوّات التي ساهمت بتدمير ربيعنا العربيّ، ولكنّها لا تستخدم
السيفور ولا البارود، ولا الأحزمة والستر الناسفة، وإنّما ترتدي ثياب
المنظِّرين والمحلِّلين، ويحتلّون مساحة واسعة في فضائيّات تلفزيونيّة
كبرى، ولهم من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الألوف،
ويطرحون أنفسهم كشخصيّات متديّنة معتدلة مؤمنة بالحريّة
والكرامة، ومعارضة الأنظمة الاستبداديّة، ولكنّهم يمزُجون بذلك –
عن قصد واحتراف- السمَّ الناقع في ثنايا إطلالاتهم وحساباتهم،
بالدسم.